(هيثم الهادي بن لامه) و (الزروق ابراهيم الزروق) في ذمة الله 

أعزي أهلي في (بني وليد)، وقبائل ورفلة في كافة أنحاء ليبيا، وقسم (السعادات) وقسم (السبايع)، وكل أقاربهما وأحبابهما وأصحابهما ومعارفهما وزملائهما في الشابين النجيبين الطيبين (هيثم الهادي بن لامه) و (الزروق ابراهيم الزروق) والذين وافتهما المنية إثر حادث سير مفجع منذ يومين. اللهم اغفر لهما وارحمهما، وصبر ذويهما ورفقائهما واجعل مثواهما الجنة رفقة شفعينا الرحمة المهداة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. و (عزانا واحد)، وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

لم أتشرف بمعرفة عميقة لأخينا المرحوم (الزروق إبراهيم الزروق) ولكنني سمعت عنه كل خير. اللهم جازه كل خير واغفر له وارحمه. 

أما أخونا (هيثم الهادي بن لامه)، فقد تشرفت بمعرفته حق المعرفة، وآخيته وصادقته وصاحبته ورافقته وعملت معه في عدة مشاريع كان آخرها تأسيس (تكتل إحياء ليبيا)، وحزمة مشاريع الأعمال الخيرية المشتركة بين (مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة) و (جمعية السلام للأعمال الخيرية)، وأشهد شهادة من الدين أني عرفته وخبرته: تقيا، نقيا، صافيا، صادقا، أمينا، مخلصا، كريما، جوادا، شهما، فزاعا، رحيما، ودودا، حنونا، ساعيا لجميع أوجه الخيرات، خاصة تلك التي تخدم الفقراء والمساكين وعابري السبيل والسجناء والأسرى والثكالى والأرامل والأيتام والمهجرين والمهاجرين والمطاردين والمضطهدين والمرضى والمصابين، مصلحا اجتماعيا يسعى جاهدا لفض النزاعات وإصلاح ذات البين وإحلال السلام في جميع أنحاء ليبيا. 

كان، رحمه الله، مواطنا ليبيا صرفا وحدويا يحب كل الليبيين وكل مدن وقرى ليبيا، وله أصدقاء وأحباب في جميع أنحاء بلادنا الحبيبة، وكان، رحمه الله، إنسانا يحترم إنسانية الجميع، حتى جثث المهاجرين العابرين المرمية، كان يحترمها، مع زملائه في (جمعية السلام)، فيغسلها ويكفنها ويدفنها كما يليق بكرامة إنسانيتها. قاد سيارات الإسعاف بنفسه لنقل جثامين شهداء الحروب الضروس التي ألمت ببلادنا، ليوصلها إلى أهلها وذويها. وشارك في لجان تبادل الأسرى والجثامين فأبلى فيها بلاء حسنا. وكانت آخر مجهوداته مكافحة وباء كوفيد، والسعي بنفسه لتوفير اسطوانات الأكسجين من أماكن توفرها إلى أماكن الاحتياج إليها.

تحققت في المرحوم (هيثم الهادي بن لامه) سنن نبوية عظيمة، اللهم صل وسلم على صاحبها، من أهمها السعي في كل خير. فقد روينا بالسند المتصل من الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر.”

اللهم نشهد بأنه كان ساعيا على الأرملة والمسكين وعلى كل محتاج ومنكوب. اللهم ندعوك بأن تتغمده ورفيقه بشامل رحمتك وغفرانك. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. 

عارف علي النايض