الانفتاح
وفي حين عانت ليبيا لعقود من العزلة بسبب وجود أجندة سياسية خارجية قائمة على المواجهة، فإن المطلوب هو إعادة بناء علاقات تعاونية مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق الإصلاحات وتسريع وتيرتها وفقاً لرؤية إحياء ليبيا 2030.
إعادة بناء علاقات التعاون الإقليمية والدولية
ويمكننا تحقيق ذلك انطلاقاً من تاريخنا العريق وتقالدينا الراسخة في المشاركة مع دول العالم وتلاقحنا الثقافي والحضاري معها. ومن خلال اعتمادنا ثقافة الانفتاح على العالم، يمكننا اعتماد أفضل الممارسات الدولية مع عدم التردد في التخلص من المعوقات التي تعيق التقدم وتقوض وحدتنا الوطنية وتنتقص من قوتنا؛ ناهيك أن العولمة تتيح فرصاً غير مسبوقة للتقدم والازدهار بما يتجاوز الحدود الليبية، ويتم ذلك فقط من خلال بناء العلاقات التجارية والاستثمارية المتينة. وبالإضافة إلى ذلك، يساعد الحوار الدولي، والحوار بين الثقافات على تعزيز العمل الإيجابي الذي يمنع الانعزالية والتطرف؛ ويمكن لليبيا أن تلعب أدواراً بناءة داخل أطر جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة. وكعضو فاعل في المجتمع الدولي، يجب أن تسعى ليبيا جاهدةً في اتجاه المساهمة في التنمية الاقتصادية الدولية، والسلام والأمن، ومكافحة الجريمة العابرة للحدود، ومعالجة تغير البيئة العالمية. إن إقامة علاقات أوثق مع شركاء التنمية الثنائية والمتعددة الأطراف من شأنهِ توسيع نطاق مشاركتنا في المؤتمرات الدولية، وعقد الاتفاقات والمعاهدات وفتح آفاق جديدة تتيح فرصاً للتعاون الدولي. إن المشاركة المثمرة مع المنظمات الثنائية والمتعددة الأطراف تسمح لنا بمواءمة المساعدات الإنمائية مع الأولويات الوطنية المحددة في رؤية إحياء ليبيا 2030 على نحوٍ أكثر فعالية. وسيسمح لنا التوجه إلى صياغة سياسة خارجية منفتحة على العالم ومثمرة بدمج الليبيين المقيمين في الخارج.
ومع أن الكثير من الليبيين حظوا بفرص الدراسات الجامعية والعليا خارج ليبيا وفضلوا الإقامة والعمل في الخارج إلا أنهم يحتفظون بروابط شخصية وتجارية مع وطنهم؛ ومن ثم يجب علينا تطوير برامج فعالة لإشراك الليبيين الذين يعيشون في الخارج للإسهام بمهاراتهم وخبراتهم في جهود اعادة اعمار البلاد والمساعدة في إعادة بناء الهوية الوطنية لليبيا.