الشيخ الحاج الأستاذ عمار المبروك النايض في ذمة الله
أعزّي الشعب الليبي، ومشايخ ليبيا وأعيانها، وأهل المصالحة فيها، ومدينة وقبائل ترهونة الأبية، وقبيلة أولاد علي الكريمة خصوصا، وأسرة الشيخ وأحبابه وأقاربه، وفي مقدمتهم ابنه د. عبد السلام، في وفاة شيخنا وأستاذنا وخالنا وقدوتنا، الشيخ الأستاذ الحاج عمار المبروك النايض الحباسي العلوي.
شيخ قبائل الحبابسة وأولاد علي، وأحد شيوخ ترهونة، بل ليبيا، الكبار.
عمل في التعليم، وخرّج الأجيال فكرا وعلما وأدبا، كما عمل منسقا في القيادات الاجتماعية في مدينته وعلى مستوى الدولة.
وعمل فقيد الوطن في المصالحة، وخدمة الوطن، والعمل الإنساني، ولم الشمل، ونبذ الفرقة، وإصلاح ذات البين، وإنهاء المنازعات والخلافات في مدينته وفي ليبيا عموما.
تميز بالحكمة والاتزان والرجاحة والحلم والسماحة، رغم كل ما أصابه من ظلم وعذابات في سجون الظلام قرابة الخمس سنوات.
تميز في ساحات الكرم والشجاعة، والشهامة، والفزعة والجدية والمساندة، وصدق الكلمة، والتواضع وحب الوطن.
عرفنا البشاشة في وجهه، والطيبة في قلبه، والود في طبعه، والاحترام في معاملته، والعطر في سيرته. وكان من أعز أصدقاء والدي رحمه الله.
توفي يوم أمس في تونس، بعد معاناة من مرض عضال أصابه جراء مرارة سجنه مظلوما، ونحسبه عند الله من شهداء وطننا المكلوم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
رحمه الله تعالى رحمة تامة، وأدعو الله تعالى له بما روينا بالسّند المتّصل إلى إمامنا المالكي ابن أبي زيد القيرواني (رحمه الله):
الْحَمْدُ لله الَّذِي أَمَاتَ وَأَحْيَا وَالْحَمْدُ لِله الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، لَهُ الْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْمُلْكُ وَالْقُدْرَةُ وَالسَّنَاءُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت وَرَحِمْت وَبَارَكْت عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ إنَّهُ عَبْدُك وَابْنُ عَبْدِك وَابْنُ أَمَتِك أَنْتَ خَلَقْته وَرَزَقْته وَأَنْتَ أَمَتَّهُ وَأَنْتَ تُحْيِيه وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهِ وَعَلَانِيَتِهِ، جِئْنَاك شُفَعَاءَ لَهُ فَشَفِّعْنَا فِيهِ.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَجِيرُ بِحَبْلِ جِوَارِك لَهُ إنَّك ذُو وَفَاءٍ وَذِمَّةٍ.
اللَّهُمَّ قِه مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ وَنَقِهِ مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ.
اللَّهُمَّ إنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْ فِي إحْسَانِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ.
اللَّهُمَّ إنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِك وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ فَقِيرٌ إلَى رَحْمَتِك وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ.
اللَّهُمَّ ثَبِّتْ عِنْدَ الْمَسْأَلَةِ مَنْطِقَهُ وَلَا تَبْتَلِهِ فِي قَبْرِهِ بِمَا لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ.
اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ.
عارف علي أحمد النايض