الحاجة لرؤية إحياء ليبيا 2030
ومع أن القوة الدافعة وراء تجربتنا في محاولة بناء بلادنا انطلقت حتى الآن من خلال طموحنا الجماعي للتحول الاجتماعي والاقتصادي والديمقراطي إلا أنه بالإمكان القيام بما هو أفضل من أجل ليبيا.
النظر للمستقبل بثقة
وبإمكاننا أن نحقق أكثر من ذلك بكثير إذا تشاركنا في رؤية واضحة المعالم لتوجيه جهودنا الجماعية؛ وهناك حاجة ملحة لدمج سياسات التنمية لدينا وبذل الجهد والعرق من أجل مستقبل أفضل لبلادنا. وعليه، فإن رؤية إحياء ليبيا 2030 هي بمثابة نداء الواجب لجميع الليبيين للعمل على حشد قواهم بغية وضع البلاد على مسار التنمية المستدامة.
وفي مسعانا لصياغة رؤية لليبيا، لا يمكننا أن نسهب في الحديث عن الفرص الضائعة وما فاتنا وما ينقصنا؛ بل يجب علينا أن نعتمد نهجاً تطلعياً نراجع فيه مؤسساتنا، وسياساتنا، وخططنا القائمة، وأن نكون واثقين من أنفسنا ومن قدرتنا على التعلم من دروس الماضي، وإحداث التغيير المنشود؛ فتاريخنا تاريخ غني، تمتد جذوره العميقة إلى الحضارات الإسلامية والعربية والأفريقية، ولدينا قيم راسخة شكلتها تقاليد التعامل الإيجابي مع الثقافات والبلدان الأخرى. إن ليبيا ليست دولة ستبدأ من الصفر، حيث يتعين علينا البناء انطلاقاً من قيمها الثقافية والاجتماعية الغنية التي رسمت ملامح تأسيسها في الماضي، وتأسيساً على ذلك قمنا بصياغة رؤية إحياء ليبيا 2030.
وفي الوقت الذي نقر فيه بالأهمية القصوى لتحقيق السلام والأمن كشرطين مسبقين لمستقبل ليبيا ، إلا أن هناك حاجة ملحة وبنفس القدر للتعاطي مع التحديات التي تعترض طريق البلاد في مجالات التنمية الاقتصادية والبشرية والحوكمة. ومع ذلك، فإن التحدي الأكثر الحاحاً من أي وقتٍ مضى هو في كيفية جعل الليبيين يتوصلون، من خلال الحوار والاتفاق فيما بينهم، إلى رؤية مشتركة للمستقبل. ونحن إذ نقدم هذه الرؤية المبدئية، فإننا نتوجه بالدعوة إلى جميع الليبيين للمشاركة في تطويرها على نحوٍ متواصل ومستمر.
المزيد عن المبادرة
لماذا 2030 ؟
ومع تقديرنا للمحاولات التي سعت إلى تقديم تصورات أو رؤى تتعلق بليبيا، تختلف رؤية إحياء ليبيا 2030 عن الرؤى الأخرى، في أنها تستجيب لرغبة المواطنين الليبيين في التغيير الفوري.
رحلة التحول
سيتم تنفيذ رؤية إحياء ليبيا 2030 على مرحلتين متتاليتين. تركز المرحلة الأولى (2025 -2022) على تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار من خلال إطلاق عملية الحوار الوطني والمصالحة
العملية التشاورية
لقد قام مجموعة من الشباب الليبيين الوطنيين بالعمل على تطوير هذه الرؤية، وبدعم خبراء في العديد من المجالات ذات الأهمية بالنسبة للتنمية في ليبيا بما في ذلك الأمن، والاقتصاد، والمالية، والتعليم، والسياسة الاجتماعية، والرعاية الصحية، وإدارة القطاع العام.