رد تكتّل (إحياء ليبيا) على الاستراتيجيّة الأمريكيّة العشريّة لليبيا

سعادة السفير/المبعوث نورلاند،
تحية طيبة وبعد:
يرحب تكتل (إحياء ليبيا) بـ “استراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار الخطة الاستراتيجية العشرية لليبيا” التي نشرها مكتب عمليات الصراع وتحقيق الاستقرار في وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 24 مارس 2023.

لقد شجّعنا حقًا أن “الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الليبيين في كفاحهم المستمر من أجل مستقبل أكثر سلامًا واستقرارًا ووحدة ” لقد شجّعنا أيضًا الالتزام الأمريكي المعرب عنه، مراراً وتكراراً، بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية في عام 2023 ، في دعم كامل لمبادرة سعادة السيد عبد الله باثيلي، الممثّل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيس (بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا).
نشارككم القلق بشأن التهديدات التي تواجهها ليبيا والمنطقة، لكننا نشعر أنها ناجمة في المقام الأول عن استمرار منع 2.8 مليون ناخب ليبي من اختيار رئيسهم المنتخب وبرلمانهم الجديد بشكل مباشر.

إن رئاسة منتخبة انتخابا مباشرا، مع مجلس تشريعي جديد، وقضاء مسؤول؛ هو السبيل الذي يمكن أن ينقذ ليبيا ويطرد كل التدخل الأجنبي، وما ينتج عن ذلك من قيادة ليبية منتخبة هي التي يمكنها العمل مع الولايات المتحدة والشركاء الآخرين لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها ليبيا والمنطقة برمّتها.

إنّ التستر والإفلات من العقاب فيما يتعلق بتهم الفساد التي أحاطت باختيار الحكومة المؤقتة الأخيرة، والتهاون فيما يتعلق بالتراجع عن الالتزامات الأخلاقية / القانونية الملزمة قانونًا الموقّعة أمام منتدى الحوار السياسي الليبي الذي يسّرته الأمم المتحدة، تحت مظلة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، كل ذلك جعل ليبيا فريسة سهلة للفاعلين المحليين والدوليين من أصحاب الأغراض والمطامع الخاصّة.
يسعدنا أن حكومة الولايات المتحدة الآن تنتهج “تركيز استراتيجية لتعزيز الاستقرار في ليبيا لدعوة أصحاب المصلحة المحليين، ووكالات الولايات المتحدة المختلفة، والشركاء الدوليين لوضع خطوات ملموسة لتهيئة الظروف للسلام والاستقرار على المدى الطويل في ليبيا – بناءً على ما تمّ تحديده: “المرونة والمبادرات الواعدة “. ومع ذلك، نشعر بأنّ هكذا “مبادرة واعدة” هي الدعم الفعلي العاجل للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المباشرة في عام 2023.

نحن في (إحياء ليبيا) ومن خلال مركز أبحاثنا، مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، على استعداد للمساهمة في “المشاركة المتواصلة والمتكررة لأصحاب المصلحة المتعددين” مع الليبيين الآخرين فيما يتعلق بتفاصيل وتنفيذ أي استراتيجية تتعلق ببلدنا. نحيي التركيز على العملية الحيوية والمطلوبة بشكل عاجل للتسريح ونزع السلاح وإعادة الإدماج، ونرحب بمساهمات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في ذلك بشكل مشترك.

نرى بوضوح أن أهداف وتفاصيل الخطة الإستراتيجية الأمريكية لمدة 10 سنوات لليبيا تتماشى تمامًا مع رؤيتنا التي تم إنشاؤها من قِبل ليبيّين في ليبيا لبلادنا (ينظر ihyalibya.com للحصول على التفاصيل)، وبالتالي نرحب بها.

ومع ذلك ، نشعر أن الهدف الجدير بالثناء المتمثل في رؤية ليبيا “تحكمها سلطة منتخبة ديمقراطيًا وموحدة وممثلة ومعترف بها دوليًا وقادرة على ضمان حقوق الإنسان وتقديم الخدمات العامة وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام وتأمين حدودها وخلق شراكة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بشأن الأولويات المشتركة” يجب ألا يكون “هدفًا طويل الأجل”، بل حقًا إنسانيا أساسيًا قصير المدى يمكن تحقيقه لـصالح 2.8 مليون ناخب مستعدين للتصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المباشرة في عام 2023، حسب خطة صاحب السعادة باثيلي.

يؤكد (إحياء ليبيا) بشدّة أن أي حديث عن “نهج تدريجي ومصمم حسب الاحتياجات وقابل للتطوير” و”جهود أولية متعاقبة تبنى بشكل تدريجي من أجل إحراز التقدم”، “بمرور الوقت” تخاطر بإعطاء الزمرة السياسية الحاكمة أعذارًا لإطالة حكمهم الاستبدادي الفاسد. وهذه الزمرة الجشعة هي الوحيدة المتبقية من “الحواجز السياسية التي أعاقت إجراء انتخابات ذات مصداقية حتى هذا اليوم”. ويجب أن لا تعتبر الصفقات التي تتم بين الزمر الفاسدة، لتقسيم غنائم الموارد الوطنية وربما تقاسم السلطة، بديلاً مقبولاً عن الحكم الديمقراطي الشرعي الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المباشرة.

إن النهج التدريجي المبين في الخطة الإستراتيجية لمدة 10 سنوات يستحق الثناء بالفعل، وهناك حاجة ماسة إليه، ولكن فقط بعد انتخاب رئيس للبلاد انتخابا مباشرا وبرلمان ليبي جديد في عام 2023 ، ويكون بمقدورهم الدخول في شراكة مع الولايات المتحدة ودول أخرى على أساس قوي ومنصف، يحافظ على الشرعية والسيادة الوطنية.

يسعدنا أن النهج الاستراتيجي للولايات المتحدة يتضمن “حلقات التعلم والتغذية العكسية التي ستُشرك وجهات النظر الليبية”. هذا هو السبب الذي جعل (تكتّل إحياء ليبيا) يكتب هذه الرسالة، تعبيرا عن استعدادنا للتعاون الكامل معكم نحو الهدف الجدير بالثناء، ولكن الذي يجب أن يكون عاجلا، والمتمثّل في دعم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مباشرة في عام 2023، وفقًا لخطة صاحب سعادة باثيلي، والتي ندعمها علنا وبقوّة.

شكرا جزيلا لكم
أطيب التحيات.
عارف علي النايض
رئيس تكتل (إحياء ليبيا)
والمترشح الرئاسي